هلال ونجمة




عانقتني كما يعانق هلال نجمة .. بكل قوّة الحبّ فيّ وشوقي .. غمست يدي في يديك ، تشابكت أصابعنا في جنون ، قبّلتُ جفنيك وصوتك ينسلّ ضعيفا يعبق باللهفة في شقّ أذني : "أحبّك .. أحبّك .." كم مرّة كرّرها ثغرك .. ما أدري ولكن كفاني أن أحسّ لظاها ، أن أشعر بالارتجاف كلّما باغتتني ، كأنّك حين تقولها لي في كلّ آن ، تردّدها على مسمعي للمرّة الأولى ، فتربك كلّ حواسّي وتُلجم عن الكلمات لساني ..
أحسست أنّي سيّدة كلّ اللغات ، أنّي كوكب وقع في خدرك .. نسيت قواعد السيطرة .. ضعفت وأنا أمرّر أنفي على جسدك لأملأ أعماقي بريح تفاصيلك المشتهاة .. أسكرتني أكثر و أكثر و أكثر بنبرتك الحارقة ، بلهفة عينيك المشاغبة .. غمستُ بالكاد أحرفي في جيدك الملتهب : "اشتهائي لك فاق طاقتي .. اسقني حدّ الثمالة وحدّ التعب.." عيناك انتزعتاني من جنوني ، تركتني للّحظة وابتعدت كأنّ الذي بيننا صار تحدّي وضاعت يداي عن يديك .. بعثرت كلّ أمنياتي الصغيرة ، أشحت بوجهك عنّي ..
هباء وقفت ألملم وهمي وأخفي ضعفي بين جيوبي ..
تمنّيت لو أنّ للوقت حبيبة لأرجوه أن يأخذ منّي وهل اللّحظة ..
تمنّيت لو أخبّئ وجهي بين يديّ حتّى تعجز عيناك عن رؤيتي حين أبكي ..
تمنّيت لو أنّ سنديانة نبتت في صلب العراء لأجهش في تلابيب جذعها بالبكاء وأصرخ في جوفها كلّ نتوء ات الألم والسخط .. ركضت بعيدا .. بعيدا .. بعيدا .. وسرمد عينيك يطاردني .. صرخت :"لماذا ؟" بعرض السماء .. وهل تُسأل العلّة عن دواء؟
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad