بحماقة أنثوية



في زمن تغيَّر فيه مفهوم الصداقات.. (أفتقدكَ) لتكون عوناً يخفِّف من وطأة الألم، وسنداً يرسل إليّ حلولاً أراها معجزات إلهية في غدر النوائب، فإن كان هناك من مساحة للاعتراف: فلابدِّ من أنني من بعدكَ بلا أصدقاء..
لم أستطع أن أغفر لوحدتي التي صنعها قرار أتى متسرعاً وظالماً ليلغي بصمت كلَّ ما تبقَّى لي من ذكريات جميلة ومغامرات كانت تنتظرنا لنعيشها معاً. أبلغتك بحماقة أنثوية أن لا مكان لك في عالمي «فاخرج من حياتي، وابتعد عن دائرة صداقاتي»، ومضيت بصمت.. فعجباً من حماقتي، وعجباً منك! كيف لك أن تنصاع إلى قرار وأنت أفضل من يدرك أنه مجرد حماقة!!!.  
كان قراري حاسماً، وألمه مؤجَّلاً، أراه يتكرَّر مع كلِّ تفصيل يومي، وكلّ نقطة تحوُّل أعيشها لوحدي، دون أن أقحمك بها في حديث هاتفي مطوّل، ودون أن تعرِّي بكلماتك أحداث يوم يمضي بعيداً عن مجرى حياتك.. أتراني أخطر في بالك كما كنتُ في السابق؟!، أمازلتُ «ختام الروح» كما كنتَ تقول وتكرِّر، أم أنَّ قساوتي أتت لتلغي بعتمة قراري ما تبقَّى لي من نور في روحك؟!.
مع أنَّ احتمال وجودك في زمن غاب فيه الأصدقاء قد لا يكلِّفني سوى اتصال هاتفي أو رسالة بريدية، إلا أنَّ كبريائي أقوى من كلِّ احتمالات الرجوع، والخوف على صداقتنا من التحوُّل والتبدُّل إلى اسم مدرج في قائمة صداقات متشعِّبة في بريد الكتروني أو موقع للتواصل الاجتماعي، هو ما يبعدني.. كما أنَّ الخضوع إلى روتين تفوح منه المصالح والرغبات الشخصية يرغمني على الاحتفاظ بذكريات مشتركة باتت جزءاً من ماضٍ سيجعل مني يوماً ما شهرزاد تتفنَّن في سرد الحكايات، فهل سيكتب لي القدر أن أملأ جعبتي بمزيد من أخبارك وحكاياتك؟!!.
لا أريد القول إنه ما من مكان في هذا العالم لصداقة حقيقية، فوجودك هو حجتي القوية، لابدَّ من أنَّ الأصدقاء الحقيقيين يغيبون، يرحلون، لكنهم لا يموتون، لأنهم أكثر قدرة على صنع الحياة، ويكفيني أن تتصدَّر قائمة ذكريات جميلة عندما أبحث عن حقيقة مرّت في حياتي.
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad